مشروع “القوى”

تستضيف دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا ملايين من اللاجئين السوريين. وهم لاجئون هربوا من العنف والدمار. وقد خسروا أحباء لهم وبيوت وممتلكات. وكانت رحلة العديد منهم إلى السلامة محفوفة بالمخاطر والمصاعب. يجلب بناء حياة ومستقبل جديديْن في بلد جديد مجموعة جديدة من التحديات والقلق.

لا يختبر جميع اللاجئين مشكلات صحية نفسية خطيرة نتيجة للمصاعب ولكن الرفاه النفسي لغالبية اللاجئين يتعرض للضغط. تُظهر الأبحاث أن اللاجئين يعانون من معدلات أعلى في مشكلات الصحة النفسية عن السكان غير اللاجئين.

وتُشكل الزيادة المفاجئة لأعداد اللاجئين تحديا لأنظمة الصحة. فنظام الصحة الأكثر متانة، سيصارع لتوفير رعاية كافية في حال تدفق كبير للمرضى الذين لديهم مخاوف صحية نفسية. وهذه هي حال جميع الدول المضيفة إلى حدٍّ أكبر أو أصغر.

توجد العديد من العوائق لتوفير الرعاية الكافية. ففي الشرق الأوسط، يوجد نقص في الخبراء المدربين الذين يمكنهم توفير رعاية ذات جودة عالية. وفي أوروبا، لا يوجد عدد كافٍ من اختصاصيي الصحة النفسية الذين يُجيدون اللغة العربية. وهذا ما يُعيق الوصول إلى خدمات الصحة النفسية.

قد يكون جزء من الحل هو توفير تدخلات نفسية قابلة للتوسع للاضطرابات النفسية الشائعة.

المعالجة المطورة للمشكلات

“المعالجة المطورة للمشكلات” هو تدخل نفسي قابل للتوسع.  طوّرت منظمة الصحة العالمية هذا النوع من التدخلات في السنوات الحديثة.

طوّرت منظمة الصحة العالمية برامج نفسية قابلة للتوسع لكي تُستخدم في المواقع التي تأثرت بالمحن. يتوافر “المعالجة المطورة للمشكلات” بنسخة فردية وأخرى جماعية. إضافة إلى ذلك، يتم العمل على تطوير نُسختيْن أخرييْن: برنامج نفسي للراشدين سيتم توصيله عبر الهاتف الذكي وبرنامج لليافعين يُطلق عليه اسم “مهارات اليافعين في التعامل مع العواطف”.

وهذه البرامج قصيرة ويمكن لمساعدين مدرَبين وغير مختصين في الصحة النفسية توفيرها أو دعمها. لا تستهدف هذه البرامج اضطرابا واحدا بل مجموعة من أعراض اضطرابات الصحة النفسية الشائعة مثل القلق والاكتئاب واضطراب الضغط ما بعد الصدمة. تقوم هذه البرامج على تقنيات معرفية سلوكية وتقنيات حل المشكلات التي تم اختبارها بشكل جيد.

يتألف البرنامج من خمس جلسات مدة كل منها 90 دقيقة. يتعلم المشاركون خلال الجلسات أربع استراتيجيات:

  • إدارة الضغط النفسي
  • حل المشكلات
  • التنشيط السلوكي
  • مهارات لتعزيز الدعم الاجتماعي

يهدف البرنامج إلى المساهمة في توفير رعاية صحية نفسية قائمة على المجتمع، أفضل و فعّالة من حيث التكلفة من خلال ترجمة برامج “المعالجة المطورة للمشكلات” وتكييفها لتتناسب مع السياق السوري. يحدّد المشروع الخطوات التي ينبغي اتخاذها من أجل دمج التدخلات النفسية متدنية الحدة والمثبتة بالبراهين للاضطرابات النفسية الشائعة، في أنظمة الصحة في الدول المضيفة.

الدول التي يستهدفها المشروع هي تركيا ولبنان والأردن ومصر وألمانيا وسويسرا وهولندا والسويد. تتنوع الدول الثمانية من خلال الدخل وأنظمة الرعاية الصحية والثقافة وجميعها يستضيف عددا ملحوظا من اللاجئين السوريين.

لمشروع “القوى” خمسة أهداف رئيسة:

  1. تحديد الخطوات الضرورية لدمج “المعالجة المطورة للمشكلات” في الأنظمة الصحية للدول المشاركة. ويتضمن هذا تهيئة العمليات السياسية والتنظيمية والحاكمية المحلية من أجل تبني “المعالجة المطورة للمشكلات” ودمجه. سيتم التثبت من الخطوات لأثرها الحياتي الواقعي على استجابة النظام.
  2. ترجمة وتكييف برامج “المعالجة المطورة للمشكلات” ومواده التدريبية. يجب على البرامج أن تتناسب مع السياق الثقافي للمشاركين وأنظمة الصحة. سيتمكن العاملون والمشاركون في المشروع والمعنيون الأخرون من المشاركة في خلق الشروط المحلية الضرورية للتنفيذ والتوسيع. وهذا يتضمن تدريب المساعدين الذين سيقدمون التدخلات وتأمين الإشراف لهم. كما سيتم تطوير أدوات داعمة ومكوّن “للمعالجة المطورة للمشكلات” مباشرعبر شبكة الإنترنت.
  3. توسيع برامج “المعالجة المطورة للمشكلات” بنجاح. وهذا يتضمن تحديد العوائق والميسرات التي تتعلق بأداء نظام الصحة وفعّاليته وقدرته على تحمل التكاليف واستدامته.
  4. تحديد الكلفة والمجهود المستثمريْن في تدخلات “المعالجة المطورة للمشكلات” المحدّدة في سياقات مختلفة. سيحقق البرنامج في الكلفة المخفضة للتنفيذ واسع النطاق والموارد التنظيمية والسياسية والاقتصادية التي يحتاجها. الهدف من هذا التحليل هو فهم فعالية تكلفة التدخل في السياقات الكبرى.

نشر المعرفة حول قاعدة البراهين لبرامج “المعالجة المطورة للمشكلات” وكيفية تنفيذها وتثبيتها. والهدف هو المشاركة مع المعنيين وأنظمة الصحة الجديدة من أجل توسيع تنفيذ البرامج في أنحاء اوروبا وسواها.